{سَبِّحِ اسم رَبّكَ الأعلى} نزه اسمه عن إلحاد فيه بالتأويلات الزائغة وإطلاقه على غيره زاعماً أنهما فيه سواء وذكره الأعلى على وجه التعظيم، وقرئ: {سبحان ربي الأعلى}. وفي الحديث: «لما نزلت {فَسَبّحْ باسم رَبّكَ العظيم} قال عليه الصلاة والسلام اجعلوها في ركوعكم، فلما نزلت {سَبِّحِ اسم رَبّكَ الأعلى} قال عليه الصلاة والسلام اجعلوها في سجودكم» وكانوا يقولون في الركوع اللهم لك ركعت وفي السجود اللهم لك سجدت.{الذى خَلَقَ فسوى} خلق كل شيء فسوى خلقه بأن جعل له ما به يتأتى كماله ويتم معاشه.{والذى قَدَّرَ} أي قدر أجناس الأشياء وأنواعها وأشخاصها ومقاديرها وصفاتها وأفعالها وآجالها. {فهدى} فوجهه إلى أفعاله طبعاً واختياراً بخلق الميول والإِلهامات ونصب الدلائل وانزال الآيات.{والذى أَخْرَجَ المرعى} أنبت ما ترعاه الدواب.{فَجَعَلَهُ} بعد خضرته. {غُثَاء أحوى} يابساً أسود. وقيل: {أحوى} حال من المرعى أي أخرجه {أحوى} أي أسود من شدة خضرته.{سَنُقْرِئُكَ} على لسان جبريل عليه الصلاة والسلام، أو سنجعلك قارئاً بإلهام القراءة. {فَلاَ تنسى} أصلاً من قوة الحفظ مع أنك أمي ليكون ذلك آية أخرى لك مع أن الإِخبار به عما يستقبل ووقوعه كذلك أيضاً من الآيات، وقيل نهي والألف للفاصلة كقوله تعالى: {السبيلا} {إِلاَّ مَا شَاءَ الله} نسيانه بأن نسخ تلاوته، وقيل أراد به القلة والنذرة. لما روي أنه عليه الصلاة والسلام: «أسقط آية في قراءته في الصلاة فحسب أُبيّ أنها نسخت فسأله فقال: نسيتها» أو نفى النسيان رأساً فإن القلة تستعمل للنفي. {إِنَّهُ يَعْلَمُ الجهر وَمَا يخفى} ما ظهر من أحوالكم وما بطن، أو جهرك بالقراءة مع جبريل عليه الصلاة والسلام وما دعاك إليه من مخافة النسيان فيعلم ما فيه صلاحكم من ابقاء وإنساء.{وَنُيَسّرُكَ لليسرى} ونعدك لطريقة اليسرى في حفظ الوحي، أو التدين وتوفقك لها ولهذه النكتة قال: {نيسرك} لا نيسر لك عطف على {سَنُقْرِئُكَ}، وأنه يعلم اعتراض.